تسعى الكثير من الشركات وخاصة الصغيرة لإيجاد حلول سريعة وقليلة التكلفة للحصول على خدمات فورية وفعالة, بدون الحاجة لتوظيف أشخاص جدد وتكلفة الشركة المزيد من المصاريف. لذلك ظهور طفرة الذكاء الاصطناعي جعل الشركات الصغيرة التفكير مالياً بالاستفادة منها بأقصى ما يمكن. ويعرف الذكاء الاصطناعي على أنه أدوات وتطبيقات تؤدي مهام معقدة بوقت قليل جداً وبتكلفة زهيدة. واليوم الذكاء الاصطناعي يتغلغل في جميع المجالات والتخصصات مما يجعله فرصة للتطوير والتقدم وإنجاز المهام بشكل يوفر الوقت والجهد والمال. لذلك بدأ التساؤل عن كيفية استفادة الشركات الصغيرة من الذكاء الصناعي ؟
تحسين استراتيجيات التسويق
المجالات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي
هناك العديد من المجالات المهمة التي يمكنها الاستفادة من الذكاء الصناعي وخاصة في مجالات التعليم والصحة والفنون والحسابات المعقدة والتسويق وتحسين تجربة المستخدم وكتابة المحتوى وغيرها من المجالات. وأغلب هذه المجالات توجد لها شركات تقدم هذه الخدمات المصغرة وكان الإنسان هو العنصر الرئيسي في هذه العملية. ولكن اليوم بعد ظهور الذكاء الاصطناعي أصبح الإنسان مجرد موجه ومتحكم بهذه العمليات بدون الحاجة للتدخل في إنتاج الخدمة وتسويقها وبيعها. وهنا سنتكلم عن أهم الخدمات التي يصنعها الذكاء الاصطناعي ويمكن للشركات الصغيرة الاستفادة منها لبيعها, وهي كما يلي:
1- تحسين تجربة المستخدم
جميع الشركات سواء الكبرى أو الصغرى تسعى للتسويق لسلعها والحصول على نتائج بيع كبيرة وفعالة. وهذا يتطلب معرفة جيدة بسلوك المستخدم الذي يبحث عن سلعة ما. وهنا يبدأ دور الذكاء الاصطناعي في تتبع عمليات البحث وفلترة الكلمات الدلالية للمستخدم و معرفة ما يبحث عنه بدقة عالية لتوفيره له. ومن ثم تقييم هذه العملية. وهل كان ما وفرناه من منتجات هو ما كان يبحث عنه المستخدم أم لا. وهذا يتطلب وقت وجهد كبير بدون وجود الذكاء الصناعي. وبالتالي وفرت تقنية الذكاء الصناعي خدمة رائعة للشركات لتتبع المستخدمين ومعرفة احتياجاتهم وبالتالي زيادة المبيعات والأرباح.
كما أن خدمة تحسين تجربة المستخدم لا تقف على التتبع ولكن يمكن أن تتعدى ذلك بالتصميم الجيد لوجهات المستخدمين لتوفير الأدوات والأزرار الفعالة لجعل المستخدم يتشجع على الدخول والقيام بعملية شراء. لذلك تجربة المستخدمة هي عبارة عن بيانات ضخمة مجمعة عن سلوك وتصرفات المشتري المحتمل. وبعد ذلك تستخدم هذه البيانات المترابطة لتعطينا معلومات تستخدمها ليصبح هذا المستخدم مشتري حقيقي. وهذه عبارة عن إجراءات معقدة تحتاج لإتمامها بشكلها الصحيح استخدم الذكاء الاصطناعي.
والرائع أن الذكاء الاصطناعي يعمل على مدار الساعة وبدون توقف بما يعني دعم فني وتواصل مستمر مع المستخدمين. كما للذكاء الاصطناعي القدرة على الدردشة وتوقع الاسئلة والرد عليها بشكل مدروس. ويعمل الذكاء الصناعي على تزويد الشركات وخاصة الصغيرة على توليد الأفكار التي تساعد على تحسين تجربة المستخدم بشكل أفضل. وأفضل مثال حي على ذلك هو ChatGPT الذي يعتبر اليوم أفضل دردشة تفاعلية بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
2- تحسين استراتيجيات التسويق
التسويق يعتبر هو حجر الأساس لنجاح أي مشروع لذلك يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين استراتيجيات التسويق ضرورة لا يمكن تجاهلها. حيث يمكن للذكاء الاصطناعي الحصول على بيانات العملاء من عناوين وأسماء لتسهيل التواصل معهم. كما يمكن عمل لهم رسائل تسويقية للمنتجات بدون عناء. وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي له القدرة بعد حصوله على البيانات أن يقوم بالتحضير لإعلانات مستهدفة بدقة.
وهذا بالضبط ما تفعله كثير من الشركات الكبيرة أو الصغيرة في استخدام استراتيجيات تسويقية تنتهي بالشراء إجبار المستخدم على أن يكون مشتري. من خلال التسجيل الصوتي للمحادثات وعمليات البحث ورسائل التواصل مع الأصدقاء وغير ذلك بهدف معرفة ما يريده الزائر بدقة.
كما للذكاء الاصطناعي القدرة على استنباط استراتيجيات جديد غير التسويق بالمحتوى والفيديوهات والرسائل البريدية من خلال المعرفة الجيدة بالعميل. وهنا نقول لا يوجد شئ مجاني فكل خدمة مجانية تجدها عبر الانترنت هي استراتيجية تسويق تستدرجك لتكون مشتري محتمل.
3- صناعة وإنشاء المحتوى
الشركات اليوم لن تحتاج لكاتب محتوى يوصف لها المنتجات حيث تم تطوير الكثير من الأدوات القادرة على توليد نصوص لوصف المنتجات من خلال بعض الكلمات الدلالية. وليس هذا فقط بل تتخطى تلك الخطوة بعمل تصميم دعائي لهذا المنتج سواء بتوليد صورة أو فيديو من خلال الوصف فقط.
وإنشاء المحتوى هي طريقة مهمة لتسويق المنتج من خلال وصفة وتقديم مميزاته للمستخدم ليصبح أكثر قناعة بالمنتج ويقدم على شراءه. والمحتوى الجيد الموصف للمنتج له دور كبير بزيادة المبيعات فكلما كان الوصف أكثر اهتماماً بالتفاصيل زاد الأقبال على الشراء بدون تردد. والذكاء الاصطناعي لديه بيانات ومعلومات كبيرة مجمعة من منتجات سابقة ومنافسة لذلك له القدرة على كتابة محتوى منافس.
جميع التقارير الصادرة تؤكد أن قيمة سوق الذكاء الاصطناعي وعلى رأسها البرامج الأدوات الخدماتية سوف تصل الى 900 مليار دولار أمريكي في حلول 2026. وسيكون معدل النمو والحصة التسويقية في السنوات التالية ضخم نتيجة زيادة الطلب على تلك البرمجيات التي تعتمد على الذكاء الصناعي.
وبالرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على توليد الأفكار الجديدة وعمل دردشة تفاعلية والقيام ببعض المهام التي تتطلب وجود البشر إلا أنه مازال قاصرا على عمل هذا الدور بشكل ممتاز في اللغة العربية. ونجدة في اللغة الانجليزية أكثر دقة كون البيانات المتوفر على الانترنت حقيقية بعكس ما يوجد بالمحتوى العربي من معلومات مضللة. ومازال الذكاء الاصطناعي يبهرنا يوم بعد يوم بكونه يسعى القائمين عليه بتطويرة من خلال ما يطلقون عليه التعلم الذاتي لهذه الأدوات. وفي نهاية مقالنا عن أفضل طرق تساعد الشركات الصغيرة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي نقول أن الذكاء البشري هو من توصل لصناعة الذكاء الاصطناعي وهو من يتحكم به وعليه سيبقى الإنسان رأس الحربة في التطور والنهضة التكنولوجية التي تقتحم الدول بدون محددات.
تعليق واحد
تنبيه: هل الذكاء الاصطناعي كارثة تهدد البشرية ام خدمة للبشرية ؟ - الشبكة الإخبارية الأولي