على مدى عقود طويلة توارثت العائلات في الامارات تقاليد زواج أرساها المجتمع منذ زمن البادية ومع مرور سنوات كثيرة لاتزال الكثير من طقوس الزفاف محافظة على موروثها التقليدي وذلك بالرغم من نمط الحياة العصرية المتغيرة .
ولحتى الان لاتزال طقوس ليلة العرس وليلة الحناء ومكسار العروس باثية الى هذا اليوم ولم تندثر عند الكثير من العائلات في العديد من مناطق الامارات .
ويعتبر المهر شرط من الشروط الرئيسية لقيام أي زواج ولقد جرت العادة لدى بعض العائلات أن يكون المهر على شكل مبلغ من المال يقوم العريس بدفعه الى والد العروس او يقوم بتقديم مجموعة من الاغنام او الجمال او يقوم باهداء حلى من الذهب طلبة او مرية ويتم تجهيز العروس بكل مايلزمها من ذهب وثياب وعطور وشيل .
وجرت العادة أنه يتم وضع الزهبة في غرفة العروس وسط صندوق يطلق عليه اسم المندوس حيث تجد فيه المخاوير والمزرية ودهن العود والزعفران والعنبر والنيل الهندي وبوقفص .
والعريس يكون مطالب بتقديم مير العريس لأهل العروس وهو يكون عبارة عن اغنام وسكر وشاي وبعض المواد الغذائية مثل الارز والطحين .
ولقد جرت العادة بأنه لا يتم تقديم المير في اي يوم بل يتوجب فعل ذلك يوم الاربعاء عصرا وسط أجواء احتفالية من الغناء والتصفيق ويسير الموكب الى ان يصل الى بيت العروس حيث يكون الجميع مستعدين للقيام باستقبال ضيوفهم من خلال القيام بالتحضير لاطيب الولائم واشهاها .
طقوس وعادات الزواج في دولة الامارات:
المصاهرة:
لقد اعتاد اهل الامارات في الماضي على الزواج من الأقارب أو من القبيلة وإذا كان الزواج من خارج القبيلة فإنه يكون امر نادر الحدوث وذلك لانهم يؤمنون بان الزواج يزيد من الترابط الاسري ويقوم بتعزيز العلاقات والمصالح الداخلية اما في حال كانت العروس غريبة عنهم فتقوم الخاطبة بمهمة العرف عليها والسؤال عنها وذلك من اجل معرفة ما إذا كانت تصلح لتكون زوجة لابنها .
والكثير من الشباب الإماراتي يحرص على القيام بمظاهرة الاسرة المعروف بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات حيث تكون ذات مكانة اجتماعية راقية ويتكفل الشاب بكل شئ في الزواج وذلك بداء من المهر وصولا الى القيام بتجهيز المنزل وتاثيثه والى حفل الزواج ويكون في مقدمته الوليمة اما الفتاة الاماراتية فانه تحرص على القيام بتعلم الطبخ وكل ما يخص الأعمال المنزلية .
تزهيب العروس:
يعتبر امر تزهيب العروس من الامور التقليدية حيث يقومون بإلباس العروس مجموعة كبيرة من الحلي والذهب ويتم وضعها على راسها وعلى أذنيها مثل الكواشي والطاسة والشغاب والشفاق ويحلى الصدر بالمرية والمرتعشة وام مفروقة وتزين اليدان بحلي حب الهيل وام المشاخص وابو شوك اما فيما يتعلق بالصدر وبالاصابع فانه يتم ترقيعها بحزام من الذهب وقطع متميزة من الخواتم المرامي والجبيرة والشهاد .
وتبدأ العروس باستعدادها بشكل مبكر حيث انها تكون مستعدة قبل 40 يوما من موعد الزفاف حيث تقوم الام او احدى القريبات او الماشطة باعداد قناع الورس وهو يكون عبارة عن نبات عشبي يعرف بتاثيره الايجابي على البشرة حيث تعطيه الكثير من النعومة كما ويتم دهن الشعر بالمحلب ويتم تغطيتة العروس بشيله او خمار اسود شفاف .
الحناء:
جرت بأنه يتم تحنية العروس في ليلتي الأربعاء والخميس في القدمين واليدين وتقوم الحنية برسم النقوش بالكف على شكل كشتبا ويحنى العريس الغمسة والحناية تقوم برسم النقوش بكف العروس على شكل كشتبا في الإمارات .
حفل الزفاف:
يتم القيام بعمل احتفالات الزواج في العادة في بيت العروس وتكون مدة الاحتفال تتراوح مابين يومين الى سبعة ايام حيث يتم استضافة أهل الفتاة الزوج في بيتهم سبعة أيام ثم يقومون بزفها إلى بيت الزوجية مع الجيران والأقارب .
ويتم احضار فرق الفنون الشعبية ايام العرس وذلك من اجل احياء رقصات العيالة والرزفة حيث يرقص الرجال بالسيوف ويقومون بإطلاق الأعيرة النارية أثناء الاحتفال بالزواج ولقد منع اطلاق الاعيرة النارية في وقت لاحق لأنه يسبب الكثير من الأضرار .
الولائم:
تعتبر هذه العادة من أهم عادات وتقاليد الزواج في الإمارات وهي تبين مدى كرم وعطاء الإماراتيين التي تكون متجذرة في أصولهم ويعتبر طبق الهريس الذي يكون مكون من البر واللحم الطبق الرئيسي في حفلات الزفاف ويتم تقديم الكثير من انواع الحلوى والمشروبات .
المكسار:
هو يكون عبارة عن نوع قديم من القماش يتم استعماله في اشرعة السفن ويصنع به خيمة تجتمع تحتها مجموعة من النسوة من أهل العروس لعرض الزهبة والهدايا أمام المدعوات ولقد حصل هذا التقليد على اهتمام كبير حيث ان التحضيرات تستغرق أسبوعا كاملا حيث تجتمع فيه نساء الحي تحت المكسار وذلك من أجل تجهيز لوازم العروس من ملابس وبهارات ومستحضرات تجميلية وأدوات منزلية .
ويقوم أهل العروس باستضافة العريس سبعة أيام بلياليها حيث تقام خلالها العديد من احتفالات الزواج قبل أن تتم مراسم الزفة الى منزل الزوج ليلة الجمعة بعد عقد القران .